ظاهرة "الدخلة"... تمرد ام ابداع؟

لطالما ارتبط مصطلح "الدخلة بميدان الرياضة باعتبارها تعبيرة فنية تجسد استقبال الجماهير لللاعبين اثناء دخولهم الميدان لكن هذه الظاهرة في تونس، لم تتوقف عند حدود الملاعب، بل تجاوزت هذا العالم، عالم " الساحرة المستديرة" كما يطلق عليها البعض الى عالم المدارس و المعاهد الثانوية و ارتبطت بما يسمى باحتفالات " الباك سبور" التي اصبحت لاتستقيم في نظر اغلب التلاميذ من دون هذا الحدث، و هكذا صارت "الدخلة" عادة يدأب عليها التلاميذ منذ سنوات عديدة.

و "حكاية الدخلة" لا تنحصر تفاصيلها في التحضيرات التي تسبق عرضها بشهور عدة فقط، بل تتجاوز ذلك الى مصاريف ضخمة و جهود هامة و اشخاص " شبه متفرغين" يسهرون عليها لضمان نجاحها. ولعل هذا ما يجعل البعض ينفر منها لانها في نظره مضيّعة للجهد و الوقت على حساب المراجعة و الدروس، باعتبار تزامنها فترة التحضير للامتحان النهائي، هذا الى جانب المال الذي يتم اهداره خلال التحضيرات الخاصة بها و الذي يظن انه احق بانشطة ومبادرات اخرى اكثر نفعا من شأنها ان تخلد الجيل القائم بها اكثر من "الدخلة" التي لم تخلُ في عديد المعاهد من الشعارات الغير لائقة و المحتوى المتجاوز لاخلاقيات المعهد وهو ما جعل هذه الاقلية لا ترى فيها سوى تمرّدا و جموحا يستدعي المزيد من المراقبة و الحذر.

وعلى غرار هؤلاء، يذهب البعض الآخر الى اعتبارها مناسبة يبحث فيها التلاميذ عن الهروب من ضغوطات الدراسة و المعهد و الضغوطات التي يفرضها التحضير للإمتحان النهائي الذي يعتبر نقطة تحول هامة في حياة كل تلميذ و مسيرته. بل يرون فيها رسالة تحتاج الى خيال واسع حتى يتم تبليغها بالطريقة الفنية التي تكتسبها الظاهرة يوم عرضها، هذا الى جانب لحظات السعادة القصوى، تلك التي تغمر التلاميذ و هم بصدد ترديد الهتافات و الشعارات التي تشاركوا اعدادها: لحظات قد لا يستطيع بعضهم وصفها و قد لا تعاد ما حيوْا... لحظات في نظرهم لا تقاس بثمن !

و تبقى "الدخلة" الى يومنا هذا محلّ نقاش بين من يرفضها و يعتبرها خطرا يهدد المنظومة التربويّة و من يتمسّك بها مصرّا على انها مظهر من مظاهر تعبير التلميذ عن وجوده و عن قدراته الإبداعيّة. و ممّا لا شكّ فيه انّنا سنشهد مع تقدم الأيّام، ابتكارات و لمسات جديدة في "الدّخلات" القادمة.

أميمة الزعيبي (Bac 2017)








Comments

تعليقات